العقبات التي يواجهها السورييون في الوصول إلى الحقوق الأساسية أثناء حصولهم على الجنسية التركية
كانون الأول 2020
سولاريس، هي مؤسسة مجتمع مدني تم تأسيسها من قبل خبراء لتطبيق المشاريع الرائدة في مجالات البحوث الإنسانية والهجرة والتغذية والزراعة والثقافة والبيئة والتنمية المستدامة والمساهمة والتعليم والمرأة وإيجاد الحلول الاستراتيجية. وضمن إطار مهمة سولاريس، يمكننا النظر إلى هذه الدراسة باعتبارها المرحلة الأولى من سلسلة تقارير.
إن تصريحات رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان بشأن منح الجنسية التركية اللاجئين السوريين في تموز / يوليو 2016 قد حافظت على أهميتها ضمن جدول الأعمال لفترة طويلة. و قد بدأ الجدال حول البيان والنقد والآراء الداعمة وخطاب الكراهية ضد اللاجئين السوريين بأخذ حيز كبير في وسائل الإعلام الرئيسية وعلى وسائل التواصل الاجتماعي في البيئة الرقمية، ولا يزال الموضوع ساخنًا.
ووفقاً لتصريحات وزير الداخلية التركي سليمان صويلو والتي أدلى بها في قناه سي إن إن التركية في برنامج“Haftasonu Özel” أنه واعتباراً من شهر كانون الثاني لسنة 2019 قد بلغ عدد السوريين الذين تم منحهم الجنسية التركية 110.000 مائة و عشرة آلاف شخص. ثلاثة و خمسون ألفاً منهم من البالغين و سبعة و خمسون ألفاً من الأطفال. (1) وبحسب المعلومات التي قدمها وزير الداخلية في البرنامج نفسه ، فإن عدد المولودين الذين ولدوا في تركيا تجاوز أربعمائة و خمسون ألف مولوداً[2].
من المؤكد أن هذه الأرقام قد ازدادت اعتبارًا من تاريخ إعداد تقريرنا هذا، وكما عبر وزير الداخلية التركي فان الدولة التركية بمنحها الجنسية للمهاجرين لم تتركهم ضمن المجهول و قد أظهرت للجميع رده الفعل الإنسانية.
وقد منحت الدولة التركية الفرصة لبناء حياة أفضل تليق بكرامة الإنسان فهي تنظر للمهاجرين أو لأبنائهم نظرة أملٍ فيما يتعلق بمستقبلهم.
معظم الأشخاص الذين حصلوا على الجنسية لم يواجهوا أي مشاكل في الوصول إلى الخدمات الأساسية وفقًا لفهم الحالة الاجتماعية للدولة. ومع ذلك، من بين هؤلاء الأشخاص، هناك أشخاص لم يتمكنوا من الوصول إلى هذه الحقوق لأسباب مختلفة.
قمنا باعداد هذا التقريرمن أجل القضاء على المعوقات التي يواجهها هؤلاء الضحايا في الحصول على حقوقهم الأساسية، وتنفيذ الإجراءات مثل طالبي اللجوء الآخرين الذين يستفيدون من حق المواطنة دون أي مشكلة، ورفع مستوى الوعي العام حول هذه القضية.
من المعروف أنه قد تم نشر تقارير مختلفة حول هذا الموضوع في تواريخ مختلفة، ولكن لم يتم إجراء أي دراسات حول المشاكل التي واجهتها وعاشتها العائلات السورية أثناء حصولها على الجنسية.
لهذا السبب، تم إجراء هذه الدراسة لحل المشاكل التي واجهتها العائلات السورية أثناء عملية منح الجنسية التركية لطالبي اللجوء السوريين، فعلى الرغم من حصول الأب والأم على الجنسية أثناء عملية معاملة منح الجنسية – فإن الأطفال الجدد الذين ولدوا خلال مرحلة فحص الجنسية لم يحصلوا على الجنسية أو لم يحصلوا عليها بعد.
و نحن في سولاريس هدفنا الأول عندما قررنا بدء هذه الدراسة التي أجريناها هو ان يحصل اللاجئين والمهاجرين على حقوقهم بشكل مباشر أو غير مباشر في تركيا أو في جميع أنحاء العالم وذلك عن طريق القوانين واللوائح المنظمة و/أو متابعتها والتعبير عن التجاوزات أو المظالم الناتجة عن أي سبب من الأسباب البيروقراطية والدعوة للتسليم بالحق ولفت الانتباه إلى تنفيذ وإدارة القرارات القانونية والإدارية اللازمة في سياق حقوق الإنسان.
على الرغم من أننا حاولنا الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأشخاص في دراستنا ولعدم التمكن من إزالة الظلم الذي استمر لفترة طويلة وبسبب عدم القدرة على تلقي أي جواب فيما يتعلق بالحلول والشعور باليأس وبسبب تعرض الشخص للظلم القانوني فقد فضل الكثير ممن لا نعرف عددهم بالضبط عدم المشاركة في استطلاعنا. و لهذا السبب وعلى الرغم من كبر حجم العينة التي شاركت في دراستنا التي أجريناها فإن الأفراد الذين شاركوا في استطلاعنا فهم يمثلون هذه العينة. تم تجهيز تقريرنا استناداً إلى المعلومات المقدمة من قبل أفراد تسع وأربعون عائلة في عموم الجمهورية التركية من مختلف المحافظات ضمن مقابلات عملية المسح التي أجريت في الفترة ما بين 1 إلى 30 أغسطس/آب 2020 .
بعد تحليل وتقييم بيانات المسح والمقابلات، فقد تم الكشف عن أن جميع العائلات تقريبًا تواجه نفس المشكلات ولديها مشاكل في الوصول إلى الحقوق الأساسية مثل الصحة والتعليم وحرية السفر، إن العائلات التي حصلت على حق التقديم للجنسية من المادة الاستثنائية المحددة في قانون الجنسية التركية اشتكت من العملية الطويلة للحصول على جنسية أبنائها وعدم اليقين بشأن نوع المشاكل التي سيواجهونها في المستقبل.
فيما يلي النتائج الرئيسية للتقرير:
• شارك في البحث تسعة وأربعون لاجئاً سورياً يعيشون في إثني عشرة محافظة مختلفة.
•لقد ذكر ستة عشر مشاركاً أنهم يعيشون في تركيا منذ أكثر من 7 سنوات، بينما ذكر ثلاثة وثلاثين مشاركًا أنهم يعيشون في تركيا منذ أكثر من 4 سنوات.
• ذكر خمسة فقط من المشاركين أن أحد الوالدين فقط حصل على الجنسية التركية.
• ذكر خمسة وأربعون من المشاركين أن طفلًا واحدًا فقط لم يحصل على الجنسية التركية. فيما ذكر أربعة مشاركين آخرين أن لديهم طفلين اثنين لم يحصلا على الجنسية التركية.
• بينما ذكر سبعة و أربعون مشاركًا أنه لا يوجد طفل مولود في تركيا يحمل الجنسية التركية، ذكروا أيضاً أنه يوجد شخصان فقط ولدوا خارج الحدود التركية.
• أربعون طفلاً من الأطفال الذين لا يحملون الجنسية التركية يتمتعون بوضع الحماية المؤقتة، سبعة منهم بلا موطن، وطفل واحد غير مسجل وطفل واحد في حالة ضيف – زائر.
• من بين المشاركين البالغ عددهم تسعة وأربعون مشاركًا في البحث، كان عدد الذين يقولون إن حرية السفر مقيدة لدينا هو ثلاثة وأربعون وعدد الذين ذكروا أنهم يواجهون صعوبة في الوصول إلى الخدمات الصحية هو خمسة و ثلاثون. وبلغ عدد الذين قالوا إنهم لا يستطيعون أخذ أطفالهم لإجراء اللقاحات في مراكز الصحة واحد وعشرون. في حين ذكر إثنان وثلاثون أنهم واجهوا صعوبات في الوصول إلى خدمات التعليم، فقد لوحظ أن الصعوبات التي يواجهونها في التعليم تشكل مشكلة غير مباشرة. بالإضافة إلى ذلك، كان عدد الذين ذكروا أنهم لا يستطيعون تلقي دعم الأطفال حديثي الولادة من الدولة تسعة عشر.في ضوء هذه النتائج، يتم تقديم التوصيات التالية بإيجاز إلى المؤسسات المشاركة في آليات اتخاذ القرار من أجل القضاء على مشاكل هؤلاء الضحايا في الحصول على حقوقهم الأساسية وتنفيذ الإجراءات مثل طالبي اللجوء الآخرين الذين يستفيدون من حق المواطنة دون أي مشاكل.
• العمل على القضاء التام على كل هذه المظالم وإنهائها وذلك من خلال اتخاذ الترتيبات القانونية، اعتباراً من نشر التقرير بدعم من لجنة الهجرة في مجلس الأمة التركي، والمؤسسات العامة ذات الصلة، وإدارات الأحزاب السياسية المسؤولة عن الهجرة، والمنظمات والمؤسسات غير الحكومية، وآليات صنع القرار.
• إجراء التغييرات التشريعية اللازمة من أجل إجراء عمليات البحث الإداري اللازمة في أسرع وقت ممكن في الحالات التي يحصل فيها الوالدين أو أحدهما على الجنسية وعدم حصول أطفالهم على الجنسية التركية لأسباب بيروقراطية.
• اتخاذ الخطوات اللازمة لإنشاء نظام مشابه لرقم الجنسية المؤقت بحيث يمكن للأطفال الذين حصل آباؤهم على الجنسية والذين لم يتمكنوا هم من الحصول على الجنسية الاستفادة من حقوقهم الناتجة عن الجنسية تمامًا مثل أي طفل مواطن تركي، من أجل القضاء على مظلوميتهم بسبب فترة المعاملة التي تطول لأسباب مختلفة.
التحرك و الاستجابة فوراً لتمكين الأطفال الذين حصل آباؤهم على الجنسية التركية ولم يحصلوا عليه هم من الوصول إلى خدمات اللقاحات والتعليم والخدمات الاجتماعية وغيرها من المؤسسات الهامة والتي يتسبب حرمانها في عدم تعويضها.
التحرك لأجل تخليص الأطفال الذين حصل والدهما أو أحدهما على الجنسية التركية وخاصةً الذين ولدوا في تركيا و لم يحصلوا لا على جنسيتها او على الجنسية السورية حتى من وضعهم الذي لا يعتبر وضعاً قانونياً وتقديم الدعم النفسي سواء للأمهات والآباء أو للأطفال تحسباً للصدمات النفسية التي سيواجهونها في المستقبل.
• تقديم التوجيه وتبادل المعلومات ودعم التوعية بحقوق المواطنة للآباء الذين حصلوا على الجنسية التركية وأطفالهم المظلومين الذين لم يحصلوا على الجنسية من خلال مؤسسات الدولة والمنظمات والمؤسسات غير الحكومية.